-A +A
عبداللطيف الوحيمد- الأحساء
تحتفظ الأحساء كواحدةٍ من أعرق مناطق المملكة بعاداتٍ وتقاليد اجتماعيةٍ أصيلة تعكس عمق الترابط والتكافل والتكامل بين أفراد المجتمع خاصة خلال أيام شهر رمضان المبارك ومن هذه العادات ما تحدث عنه خليفة بن محمد النقي أحد الرجال المخضرمين في الأحساء الذين عاشوا الزمن الماضي بعاداته وتقاليده الجميلة والحاضر بأنماطه المختلفة حيث قال من العادات القديمة في رمضان والتي لا تزال قائمةً في مجتمعنا حتى الآن قيام بعض الأسر بتقديم بعض المأكولات التي تعدها المرأة لمائدة الإفطار للجيران والذين يقومون بدورهم بمبادلتهم هذه الهدية المتعارف عليها محلياً بكلمة (نقصة)، فترى الصبية من بنين أو بناتٍ قبيل صلاة المغرب يحملون على رؤوسهم أو بأيديهم صواني الأطباق إلى الجيران ويأخذون منهم حصتهم مما أعد لمائدة ذلك اليوم. ويضيف النقي أمراً آخر وهو تبادل الحاجيات بين الجيران أو النواقص التي يتطلبها الطبخ كالبصل أو الطماطم أو الدهن أو السكر أو الدبس أو الطحين وخلافها ولا يكون ذلك إلا بين الجيران الحميمين الذين يحسون وكأنهم أسرة واحدة وليس بينهم تكلف في التعامل أو مجاملة حيث ترسل المرأة ابنها أو ابنتها الصغيرة إلى إحدى جاراتها لتجلب منها الشيء الفلاني والعكس كما تشتهر الأحساء بعمق التواصل الاجتماعي فيما بين الرجال والنساء والعائلات سواءً على صعيد الأقارب أو الجيران أو المعارف وتقوى هذه الرابطة في شهر رمضان الذي يحلو فيه السمر وتبادل الزيارات واللقاءات الحميمية وتفتح بعض الأسر الكبيرة مجالسها المسماة بمجالس الأسر التي تنشئها لمناسبات الأفراح والأتراح وكل ما يقوي عرى القربى.